الرضاعة
الطبيعية
1.
ما هي الرضاعة الطبيعية ؟
الرضاعة الطبيعية هي عملية طبيعية وحيوية تساهم
في توفير التغذية والحماية للطفل الرضيع. يتمثل الهدف الأساسي للرضاعة الطبيعية في
توفير الغذاء الملائم لنمو الطفل، فضلاً عن توفير الحماية من الأمراض وتعزيز
الرابطة العاطفية بين الأم والطفل. يتمتعت الرضاعة الطبيعية بمجموعة واسعة من
الفوائد الصحية لكل من الطفل والأم، ومع ذلك، قد تواجه الأمهات تحديات معينة أثناء
عملية الرضاعة الطبيعية. لنستكشف مزيدًا عن فوائد الرضاعة الطبيعية والتحديات التي
قد تواجهها الأمهات:
2.
فوائد الرضاعة الطبيعية:
توفير التغذية المثلى:
يعتبر حليب الأم غني بالمغذيات الأساسية التي
يحتاجها الطفل لنموه وتطوره الصحيح، وتحتوي على مكونات مثل البروتينات والدهون
والسكريات المتوازنة بشكل مثالي. وما
يميز حليب الأم هو القدرة على تغيير مكوناته بين رضعة وأخرى حسب حاجة الطفل وما
يناسبه، إضافة إلى كونه سهل الهضم مقارنة بالحليب المُحضّر صناعيًا، مما يجعل منه
غذاءًا مثاليًا مناسبًا للجهاز الهضمي للرضيع، فقد وُجد أنّ الجهاز الهضمي للرضيع
يكون غير ناضج وغير مكتمل النمو، ويحتوي حليب الأم على اللاكتوز (بالإنجليزية: Lactose)، وبروتين مصل اللبن (بالإنجليزية: Whey Protein)، وبروتين الكازين (بالإنجليزية: Casein Protein)، والدهون التي تتميز بسهولة هضمها من قِبل
الرضيع، وهذا ما يفسر صعوبة الهضم وحالات الإسهال والإمساك التي يعاني منها
الأطفال الذين يتناولون الحليب المُحضر صناعيًا، ولا زالت إدارة الغذاء والدواء
تضع التعليمات المنظمة لعمل الشركات المعنية بتحضير حليب الأطفال الصناعي ليكون قريبًا
من حليب الأم بشكل كبير، إلا أنّ الوصول إلى مرحلة التماثل أمر صعب لما يحتويه
حليب الأم من مكونات معقدة يصعب تصنيعها مخبريًا وتراكيب لم تُعرف حتى الآن.
حماية
ضد الأمراض:
يحتوي حليب الأم على مضادات الجسم الطبيعية
والأجسام المضادة التي تساعد في حماية الطفل من العديد من الأمراض والالتهابات،
بما في ذلك الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي العلوي. وبشكل
عام فإنّ الاعتماد على الرضاعة الطبيعية يقلل من احتمالية إصابة الرضيع بالعديد من
أنواع العدوى والأمراض المختلفة، نذكر منها ما يأتي:
عدوى
الأذن، عدوى الجهاز التنفسي، الإسهال، التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis) ، عدوى الجهاز البولي (بالإنجليزية: Urinary tract Infection) ،الحساسية.
الربو(بالإنجليزية: Asthma) ، متلازمة موت
الرضيع الفجائي (بالإنجليزية: Sudden Infant
Death Syndrome) ، بعض أنواع سرطانات الطفولة، داء السكري من النوعين الأول والثاني، فتقل
احتمالية الإصابة به خلال الطفولة والمراحل اللاحقة من حياة الرضيع.
تعزيز
الرابطة العاطفية:
يساعد الاتصال البدني الذي يتم خلال عملية
الرضاعة الطبيعية في تعزيز الرابطة العاطفية بين الأم والطفل، ويسهم في تطوير
الثقة والأمان لدى الطفل.
الحماية
للأم:
تساعد
عملية الرضاعة الطبيعية في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض مثل سرطان الثدي وسرطان
المبيض، وتعزز أيضًا عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي بعد الولادة، التعافي والتماثل للشفاء بعد الولادة، وتقليل
التعرض للنزيف الحاد الذي قد يحدث بعد الولادة، المساعدة على العودة إلى وزن ما
قبل الحمل، وحرق 500 سعر حراري إضافي في اليوم، تقوية عظام الأم على المدى البعيد، الحصول على نوع من الحماية الطبيعية لمنع حدوث
الحمل.
الراحة
والاقتصاد:
توفر الرضاعة الطبيعية راحة للأم وسهولة في
الحصول على الغذاء للطفل بشكل مباشر دون الحاجة إلى إعداد الزجاجات أو العناية
بالتعقيم.
3.
تحديات الرضاعة الطبيعية:
صعوبات البداية: قد تواجه الأمهات صعوبات في
بداية عملية الرضاعة الطبيعية، مثل صعوبة في التماسك الصحيح أو تجربة الألم في
الثدي.
الإجهاد والتعب: يمكن أن يكون الرضاعة الطبيعية
عملية مرهقة جسديًا وعقليًا للأم، خاصة في الأشهر الأولى بعد الولادة.
تحديات التغذية: قد تواجه الأمهات تحديات في
توفير التغذية الكافية للطفل، سواء بسبب قلة الحليب أو صعوبة في الرضاعة الطبيعية.
القيود الاجتماعية: قد تواجه الأمهات ضغوطًا
اجتماعية تتعلق بالرضاعة الطبيعية، مثل عدم التقبل العام للرضاعة في الأماكن
العامة.
*العوامل الصحية بالتهابات الثدي أو مشاكل في
الغدة الدرقية، والتي قد تؤدي إلى قلة إنتاج الحليب أو جودة غير مرضية له.
4.
نظرة الدين للرضاعة الطبيعية:
تعتبر الرضاعة الطبيعية في العديد من الديانات
ممارسة مقدسة ومحبة، وتُعتبر واجبًا دينيًا وواجبًا إنسانيًا على الأم لرعاية صحة
ونمو طفلها. يُشجع عليها في الإسلام والمسيحية واليهودية كوسيلة طبيعية ومحبة
للرباط العاطفي بين الأم والطفل، وكذلك للتأكيد على التكافل والعطف في المجتمع.
5.
نظرة الغرب للرضاعة الطبيعية في السنوات الأخيرة:
في السنوات الأخيرة، شهدت الرضاعة الطبيعية
اهتمامًا متزايدًا في العالم الغربي، حيث بدأت المجتمعات والمنظمات الصحية في
الترويج لفوائدها ودعمها بمبادرات تثقيفية وبرامج دعم للأمهات. ويعزى هذا الاهتمام
المتزايد إلى التحول في الوعي الصحي والمزيد من الأبحاث التي تؤكد فوائد الرضاعة
الطبيعية للطفل والأم على حد سواء.
6.
الختام:
في النهاية، تظل الرضاعة الطبيعية أفضل خيار
لتغذية الرضع، مع كل التحديات التي قد تواجهها الأمهات في طريقهن. ومن الضروري أن
تُقدَّم الدعم اللازم للأمهات لتحقيق نجاح تجربتهن في الرضاعة الطبيعية، وتشجيعهن
على اتخاذ القرار الصحيح بناءً على ظروفهن الفردية واحتياجات أطفالهن.
7.
المراجع
اوميتونو، مارك.
"الفوائد الصحية للرضاعة الطبيعية للأمهات." مجلة الصحة النفسية 45.2
(2018): 78-92.
جونسون، سارة، وآخرون.
"تحديات الرضاعة الطبيعية: دراسة استقصائية للأمهات الحديثات الولادة."
مجلة الصحة والتطوير 20.3 (2019): 215-230.
وزارة الصحة والخدمات
البشرية. "دليل الرضاعة الطبيعية: توجيهات للأمهات ومقدمي الرعاية
الصحية." واشنطن، العاصمة: وزارة الصحة والخدمات البشرية، 2017.
جونز، إيما. "التحول
في نظرة المجتمعات الغربية نحو الرضاعة الطبيعية." مجلة الصحة العامة
والتغذية 18.4 (2020): 355-370.
باون، ريتشارد. "فهم
التحديات الاجتماعية والثقافية للرضاعة الطبيعية." مجلة الصحة النسائية 25.1
(2018): 112-125.
تعليقات
إرسال تعليق